5 أسباب تثبت أنَّ المثابرة تؤتي ثمارها

سواء أكنت شخصاً مثابراً أم لا، لا يمكنك إنكار أهمية المثابرة؛ فهي العامل الرئيس في قدرتك على تحويل الأحلام إلى واقع تعيشه تماماً كما خططت، وقد لا تتمكَّن من النجاح في تحقيق أحلامك في بادئ الأمر، ولكن حين تتحلَّى بالصبر والمثابرة لا يتطلَّب الأمر أكثر من عدة محاولات قبل أن تصل إلى حيث تريد؛ إذ تشبه المثابرة رسم لوحة؛ ففي البداية تكون خطوط اللوحة حادَّةً قليلاً وليست كما ترغب، ثمَّ تبدأ بمسح الأجزاء السيئة وإعادة رسمها، وتجعل الخطوط أكثر نعومة، لا يرضى بعض الناس عن تصميماتهم الأولية، ويظنُّون أنَّهم لن يتمكنوا أبداً من تعديلها كما ينبغي لتصل إلى الصورة التي يريدونها؛ لذلك يستسلمون.

فيما يأتي خمسة أسباب تثبت أنَّ المثابرة تؤتي ثمارها:

1. يفشل معظم الأشخاص الناجحين مرة واحدة على الأقل:

النجاح ليس أمراً تدركه من أول محاولة، فيفشل معظم الناس مرَّة واحدة على الأقل قبل أن يصبحوا ناجحين، وكثير من هذه الإخفاقات ناتجة عن عدم اكتمال الخبرة، ربما أدركوا أنَّ فكرة مشروعهم التجاري لم تكن جيدةً تماماً، أو أدركوا أنَّهم لم يبذلوا الجهد الكافي لتحقيق أهدافهم، ويؤدي الفشل إلى تعلِّمهم ونموِّهم؛ ومن ثمَّ يتحسَّن أداؤهم في المحاولة التالية، كما يعاني الأشخاص الذين يصابون بالإحباط بسبب إخفاقاتهم الأولى في الحياة كثيراً لتحقيق النجاح؛ ببساطة لأنَّهم لا يَنْمون بما يكفي للوصول إلى الخبرة والمعرفة التي يتطلَّبها النجاح.

شاهد بالفيديو: 15 نشاط يعود عليك بالفائدة وبجنبك تضييع الوقت.

2. يحب الناس اختبار مثابرتك:

كثيراً ما يختبر الناس مدى إصرارك ومثابرتك في الحياة؛ إذ يحبون رؤية هذه صفة لدى الآخرين اعتماداً على الموقف، وستمرُّ بهذه الاختبارات عدَّة مرَّات في حياتك عندما تتقدم للوظائف، أو تطلب من الناس النصيحة، أو تتواصل مع الجنس الآخر، أو تتفاوض عموماً مع الناس على مختلف المستويات.

على سبيل المثال، حين تقابل شخصاً مميزاً وتظنُّ أنَّه الشريك المناسب لك تزيد المثابرة والإصرار من فرص نجاحك في التقرُّب منه وتوطيد العلاقة وربما في النهاية الارتباط، ولكن إن بادرت عدَّة مرات ثمَّ توقفت عن ذلك قد لا تصل إلى النتيجة نفسها، فتجعلك المثابرة تبدو أكثر جدية للطرف الآخر، وينطبق ذات الشيء على أيِّ حالة أخرى، إذا كنت مثابراً سيظنُّ الناس أنَّك أكثر حماسة ومن المرجح أن يعاملوك معاملةً جدية.

3. الأشياء سهلة المنال لا تستحق العناء:

عادةً ما تكون الأشياء صعبة الوصول إليها تستحق العناء والجهد، في حين قد تمنحك الأشياء سهلة المنال جرعة صغيرة من السعادة لا أكثر.

يكره معظم الناس العمل الشاق، ولكن يواصل بعض منهم ذلك؛ لأنَّهم يفهمون قيمة هذا العمل الشاق، فيحلم معظم الناس بالأشياء صعبة المنال، في حين يستمرون في تأدية المهام السهلة، وفي الجانب الآخر يلتزم قليل من الناس العمل الشاق ويزيدون فرص تحقيق أحلامهم أكثر بكثير، وتذكَّر أنَّ التحديات والأحلام الحقيقية هي ما تتطلَّب المثابرة.

4. لا يمكن اكتساب المعرفة دون مثابرة:

التعلُّم عملية تستمر طوال الحياة، وإن أصرَرْتَ على رغبتك في التعلُّم والنمو سيحدث ذلك، الأمر بهذه البساطة؛ إذ يتعلَّم بعض الناس أسرع من غيرهم، ولكن تظلُّ الحقيقة أنَّك كلَّما اجتهدتَ أكثر ازدادت المعرفة التي تنالها، وعموماً إذا كنتَ جاداً في إتقان موضوعٍ معين ستحتاج دائماً إلى المثابرة لضمان قيامك بذلك.

5. يؤدي التدرُّب إلى الإتقان:

يشبه ذلك إلى حدٍّ كبير فكرة اللوحة التي ذكرناها في بداية المقال؛ فكلَّما مارست شيئاً ما أكثر أتقنته أكثر، قد لا تكون جيداً في الرسم؛ لذلك ستكون اللوحة رديئةً في المرة الأولى، ولكن مع ذلك يمكنك رؤية الأجزاء التي أخطأت فيها، والعمل على تصحيحها في محاولتك التالية، ثمَّ يمكنك محاولة تصحيح المزيد من الأخطاء ومع تكرار العملية، وتصبح اللوحة أجمل في كلِّ مرَّة. 

في الختام:

المثابرة جزء هام من الحياة وهي الطريق التي تؤدي إلى الإتقان والخبرة؛ لذا تمسَّك بأحلامك وأهدافك وحافظ على إصرارك ومثابرتك وستدركها حتماً.